تشير الدراسات إلى أنه خلال القرن الماضي تغير مناخ الكرة الأرضية بنحو 1 درجة مئوية، في حين ارتفعت درجات الحرارة بحوالي درجتين إلى ثلاث درجات مئوية في القطب المتجمد الشمالي، ومن المتوقع أنه بحلول عام 2100 سيزداد متوسط درجات الحرارة على كوكب الأرض بين 1.5 إلى 5.8 درجات مئوية، وهذه النسب خطيرة ولا يمكن الاستهتار بها؛ لأن التغير في درجة حرارة الأرض وارتفاعها سيؤدي إلى عواقب وخيمة على كافة المجالات وخاصة فيما يتعلق بالمياه وجودتها،[١] بالإضافة إلى الجفاف، وحرائق الغابات، وتقلص حقول الجليد.[٢]


العلاقة بين تغير المناخ وجودة الماء

توجد علاقة وثيقة بين تغير المناخ وانخفاض جودة المياه على كوكب الأرض، فتشير الدراسات إلى أن تغير المناخ سيؤدي إلى تقلص منسوب المياه وبالتالي ندرتها وعدم كفايتها لحاجة سكان الأرض، بالإضافة إلى تعرضها للتلوث، الأمر الذي يهدد بدوره التنمية المستدامة ويهدد وجود الحيوانات البحرية، وعدم حصول البشر على كفايتهم من الماء،[٢] وفيما يأتي شرح مبسط لكيفية تأثير تغير المناخ على جودة المياه:[١]

  • تغير المناخ وما يرافقه من ارتفاع في درجات الحرارة سيؤدي إلى هطول الثلج على شكل أمطار؛ لأن حرارة الأرض مرتفعة عما كانت عليه سابقًا وغير ملائمة لهول كميات الثلوج التي كانت موجودة في السابق، ومن السيئ أن تنخفض معدلات هطول الثلوج؛ لأن الثلوج بمثابة خزان طبيعي للمياه، تذوب في الصيف لتوفر المزيد من الماء للسكان، وعلى النقيض من ذلك، إذا تساقطت هذه الثلوج على شكل أمطار بسبب ارتفاع الحرارة فإنها ستذهب إلى الأنهار والبحار والمحيطات، وهنا ستزداد نسبة مياه البحار والمحيطات وستحدث الفيضانات.
  • الفيضانات الناتجة عن تغير المناخ تؤثر سلبًا على جودة المياه، إذ إنها تنقل كميات كبيرة من الملوثات إلى المسطحات المائية، وقد تنقل فضلات الحيوانات ومبيدات الحشرات والآفات إلى الأراضي الزراعية، وتؤثر أيضًا على المدن من خلال طوفان مياه الصرف الصحي المليئة بالملوثات والبكتيريا وإمكانية وصولها إلى المجاري المائية وتلويثها، وبكل الأحوال سيؤدي ذلك إلى تفشي الأمراض.
  • الفيضانات وارتفاع منسوب مياه البحار سيؤدي إلى التقليل من جودة المياه العذبة وجعلها مالحة وغير صالحة للشرب وتحتاج إلى معالجة وتنقية.
  • إن قلة الثلوج سيؤدي إلى انخفاض في مستويات مياه الجداول والبحيرات، فالثلوج هي التي تغذيها وتمدها بالمياه.
  • التغير المناخي يؤثر على درجة حرارة الماء، فارتفاع درجة حرارة الماء في البحيرات والمحيطات سيزيد من فرصة نمو الطحالب الضارة والبكتيريا والميكروبات، وبعض الطحالب تنتج موادًا سامة تؤثر على جودة المياه، الأمر الذي يؤثر على البشر والحيوانات البحرية أيضًا.[٣]


عواقب نقص المياه في كوكب الأرض

نقص المياه الناتج عن تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة سيولد لدينا مشاكل أخرى، وهي كما يأتي:[٢]

  • إن نقص المياه سيؤدي إلى مشاكل أخرى وسيستهلك من الموارد الأخرى الموجودة لدينا، فعندما تتناقص نسبة المياه الموجودة لدينا بسبب تغير المناخ، سيزداد الطلب على الماء، وبالتالي ستزيد الحاجة لضخ المياه ومعالجتها، الأمر الذي يستنزف طاقة كبيرة.
  • نقص المياه يؤدي إلى الجفاف، وبالتالي ازدياد خطر حدوث حرائق في الغابات، الأمر الذي يهدد حياة البشر، وانعدام الأمن الغذائي، ويدمر الغطاء النباتي على كوكب الأرض، إلى جانب تآكل التربة وعدم القدرة على تغذية المياه الجوفية.
  • ارتفاع درجة حرارة الأرض نتيجة التغير المناخي سيؤدي إلى تبخر المياه وبالتالي رطوبة عالية في الجو، وارتفاع درجات الحرارة مع الرطوبة العالية أمر خطير على البشر، فوجدت دراسة أجراها مرصد لامونت دوهرتي للأرض التابع لجامعة كولومبيا أن الرطوبة الجوية العالية ودرجات الحرارة العالية ستجعل الحياة غير محتملة في بعض الأماكن على سطح الأرض. [٤]




المراجع

  1. ^ أ ب "Climate Change Affects Water Quality", danamark, Retrieved 1/2/2023. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Water and Climate Change", unwater, Retrieved 1/2/2023. Edited.
  3. "Climate Changes Health: Water Quality and Accessibility", apha, Retrieved 1/2/2023. Edited.
  4. "How Climate Change Impacts Our Water", news.climate.columbia, Retrieved 1/2/2023. Edited.